• طارق التميمي : النجاح الإداري يكمن في القدرة على تعميق ولاء الموظف للمنشأة

    21/06/2020

     

    في لقاء الخبرة والصراحة والشفافية، مع شباب أعمال الشرقية:

    طارق التميمي : النجاح الإداري يكمن في القدرة على تعميق ولاء الموظف للمنشأة

    الامتياز التجاري يحقق قيمة مضافة إذا كان الوكيل هو المدير الفعلي للمشروع

    التسويق الالكتروني قضى على الكثير من الوظائف لكنه لغة العصر والمستقبل

    الشراكات الناجحة هي التي تعتمد على الثقة المتبادلة

    العمل التطوعي ضرورة هامة لكل شركة تنشد الربحية في الأداء

    دعم الدولة للرواد كبير ومستمر لكنه يبحث عن الأفكار الجديدة لا المكررة

    أي شركة عائلية تصل إلى الجيل الثالث عليها البحث عن شركاء جدد

    هذه هي قصة الشراكة مع السيهاتي في النقليات، ومع عبدالله فؤاد في السوبر ماركت

     

    الريادة والشراكة، والتنوع في الأنشطة، ثم الاهتمام بالعنصر البشري، والتوجه للأعمال التطوعية، تعد أهم أسباب نجاح الشركات الكبيرة، كونها تحقق ـ بعد توفيق الله ـ القدرة على مواجهة التحديات والخروج منها بأقل الخسائر.

    تلك هي أبرز النقاط التي أكد عليها رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات التميمي طارق بن علي التميمي، في اللقاء الذي نظمته غرفة الشرقية  عبر الاتصال المرئي مساء أمس السبت (20/6/2020) ممثلة بمجلس شباب الأعمال، إذ تطرق في البداية إلى إن التجارة في مرحلة ما قبل توحيد المملكة كانت بسيطة، تطوّرت مع التوحيد أي عام 1930 تقريبا إذ جاءت الشركات الأمريكية، بعدها دخلت مرحلة الطفرة بعد ارتفاع سعر النفط فبدأ رجال الأعمال يدخلون في تعاملات مع الشركات الأجنبية أكثر، وبدأت التجارة أو النشاط التجاري يأخذ بعدا آخر لأن التنمية في البلاد أصبحت في وضع جديد.

    أما كيف تأسست المجموعة ـ يقول التميمي ـ أنها تأسست على يده والده يرحمه الله، الذي كان ـ كما يصفه ـ رياديا ومبادرا، فقد أسس أول محطة بنزين في بقيق عام 1949 بعدها انتقل نشاطه وأطلق مغسلة الدمام، التي كانت أتوماتيكية تجاوزت الطريقة التقليدية في الغسيل، خاصة وأن الطلب كان من قبل المستشفيات فكانت هي أقدم مغسلة في المنطقة الشرقية.. بعد ذلك أبرم ـ رحمه الله ـ عقدا مع شركة أرامكو عام 1954 عقدا لنقل ركاب الشركة وعقد تحالفا مع المرحوم علي السيهاتي، هذا التحالف لا زال قائما إلى اليوم، متجاوزا الطريقة التقليدية أيضا في نقل الركاب.

    وضمن هذا السياق يقول طارق التميمي أن والده التقى برجل الأعمال البارز عبد الله فؤاد بوبشيت (رحمه الله)، وأسسا شركة التميمي وعبدالله فؤاد، وبعد فترة من العمل توصل الطرفان إلى أن تحل هذه الشراكة، فلم تستغرق عملية الانفصال أكثر من ساعة، وتمّت العملية بدون محامين وبدون قضايا أو محاكم، ذلك لأن العلاقة بين الأثنين كان شخصية وعميقة، وكانا أكثر من أخوة.. بناء على ذلك أكد بأن ابرز عوامل نجاح الشراكات التي حققتها التميمي تعود لتوافر حالة السماحة والثقة المتبادلة

    بعد هذه المشاريع ـ والكلام لطارق التميمي ـ توسعت الشركات، وزادت الأنشطة، وتنوعت وكان هذا التنوع واحدا من أهم أسباب استمرار نجاح المجموعة ـ بعد توفيق الله ـ يكمن التنوع في الأنشطة، فكل نشاط يدعم الآخر، وبالتالي يحفظ الشركة من الانهيار، خاصة وأننا في أسواق تتعرض إلى ظروف معينة تنخفض فيها المبيعات وتتراجع الأرباح.

    وحول علاقته بهذه المجموعة، ووصوله إلى الموقع الذي هو فيه قال بأنه تأهل للعمل من خلال الدراسة التي هي مرحلة الأحلام لأي شاب، وبفعل الالتصاق بالوالد وزملائه في العمل والشراكة اكتسب المزيد من الخبرات، بالتالي فالتعليم هو تهيئة لكن الخبرة تأتي بالممارسة.

    وضمن عوامل النجاح في الشركة قال بأن العنصر الأهم في النجاح هو العنصر البشري، لأن النجاح الإداري لأي مسؤول في أي شركة هو وصوله إلى تحقيق ولاء الموظفين للمؤسسة، وهذا لا يأتي الا من خلال الاهتمام بهم ومنحهم الصلاحية، وإشعارهم بالثقة، فإذا شعر الموظف أن الشركة منزله، ويحظى بتدريب وترقية ويعرف أنه بعد مدة من الزمن سوف يكون له شأن في هذه المؤسسة هنا يتعمق الولاء، وتزداد الإنتاجية لديه، فالمسألة ليست الراتب فقط، وإنما تتمثل  في الاحترام والتقدير والثقة وتعميق الشعور بأنه جزء من هذه المنظومة التي يعمل فيها.. مؤكدا بأن المواطن السعودي لا يهتم بالراتب فقط، بل يبحث عن بيئة تجعله إذا عاد منزله يرى نفسه مؤثرا في الشركة التي يعمل فيها، لأن البيئة التي يعمل بها جاذبة، وأي مواطن تمنحه راتبا عاليا بدون بيئة لن يحقق الإنتاجية

    وانتقد التميمي حالة تسريح الموظفين نتيجة الظروف، وقال بأن هذا هو الطريق الأسهل في المواجهة، بينما يفترض أن تبحث عن الشركة عن آليات وخطط للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، وأن خسارة موظف يعني خسارة تجارب ودورات تدريبية وخبرات وما إلى ذلك.

    وتطرق اللقاء علاقة الشركات أو المؤسسات التجارية بالعمل التطوعي واقل أي شركة تنشد النجاح لا بد لها من نشاط خيري، لأنها جزء من المجتمع، خاصة وأن الفئات الضعيفة كالمحتاجين والأيتام وغير ذلك هم فئات تستحق الرعاية، وللعمل على استجلاب بركة الرزق من الله جل شأنه.. مشيدا في هذا الجانب بأحد أقاربه الذي كان مسؤولا عن دار أيتام، فكان يحرص دائما أن يجلب خمسة أو ستة من الأيتام الذين يرعاهم ويضعهم مع أولاده، ذلك لدمجهم في المجتمع.

    وحول قصة انشاء أسواق التميمي قال بأنه كان مع إخوته في الولايات المتحدة الأمريكية وكان والدهم في زيارة لهم، ورأى مركزا تجاريا ضخما هناك، وقارن بين الوضع في البلاد حيث لا توجد إلا بقالات صغيرة، وكان ذلك في العام 1979 فما كان منه الا الاتصال بزميله عبد الله فؤاد الذي جاءه على الفور وقاما بخطوة المركز (سوبر ماركت)، فكان إطلاقه بمثابة قيمة مضافة للسوق السعودي، والآن أي مركز تجاري سعودي يفتتح في أمريكا يمكن أن ينافس وبقوة أيضا

    وذكر أن قيمة مثل هذا المركز تكمن في كونه يوفر السلع الأساسية للمواطنين، تختلف بذلك عن السلع الكمالية مثل العطور وأدوات التجميل وما شابه ذلك، لذلك وجدنا هذه المراكز كيف كانت فاعلة خلال فترة الجائحة.

    وتطرق اللقاء الذي اداره عضو مجلس شباب الأعمال إبراهيم السحيباني إلى مسألة الامتياز التجاري فذكر التميمي أنه مسألة مهمة يعطي قيمة مضافة، ولكن نجاحه مشروط بأن يكون الموكل به هو الذي يديره بنفسه، لا أن يجلب له عناصر خارجية تقوم بهذه المهمة.. موضحا بأن مشروع "أسواق التميمي" سوف تمنح الإمتياز لعدد من رواد الأعمال في مناطق سعودية، ولكن الشرط الأساس هو أن من يملك الامتياز لابد أن يكون هو المدير الفعلي للمشروع.

    وحول رواد الأعمال قال التميمي أن رواد الأعمال هم مواطنون، والمواطن هو اهم ثروة توليها الدولة عنايتها ورعايتها، وقد وجدنا كيف أن الدولة صرفت الملايين من أجل سلامة هذا المواطن، ومن قبل ذلك وضعت العديد من وسائل الدعم والراعية له، لكن الحكومة الرشيدة والمؤسسات الكبيرة أيضا تتطلع لدعم الأفكار الجديدة وغير المكررة التي تحمل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.. مشيرا إلى موقف جرى له حينما قصده اثنان من الشباب السعودي وكانت لديهم فكرة جديدة للمشتريات، فدخل معهم ـ باسم المجموعة ـ شريكا وحصل على نتائج باهرة وحققت له عائدات جيدة، فكل شركة تريد أفكارا جديدة، والسوق مفتوحة للجميع.

    وفي هذا الشأن أشار إلى ان العشرات من المشروعات التي يملكها أو يشرف عليها الوافدون باتت في متناول المواطنين ورواد الأعمال، الذين عليهم المبادرة لاقتناص هذه الفرص.

    وحول الشركات العائلية قال التميمي بأن أي شركة تصل إلى الجيل الثالث فعليها ان تتخذ أحد الموقفين، أما أن تستقطب شركاء آخرين، أو أن تدخل في سوق الأسهم، فهذا ضمان لاستمرارها في العطاء، وهذا هو التوجه الذي تسير عليه مجموعة شركات التميمي.

    وبالنسبة للتسويق الالكتروني قال بأنه قد ألغى الكثير من فرص العمل ، لكنه لغة العصر ولغة المستقبل.

    وفي مداخلة لرئيس غرفة الشرقة عبدالحكيم بن حمد العمّار الخالدي أشاد بجهود المجموعة، وشكرها على هذه الجهود خصوصا في دعمها لقطاع الأعمال، وجيل الشباب بوجه الخصوص.

    ومن جانبه قال رئيس مجلس شباب الأعمال فهد بن عبدالله الفراج قال إن هذا اللقاء يدخل ضمن عدة فعاليات وبرامج ينفذها المجلس لنقل تجارب الرواد والكبار للجيل القادم من المبادرين وشباب الأعمال، ويعد برنامج تجربتي أحد هذه البرامج الذي يتم من خلاله استعراض تجارب وقصص الناجحين والملهمين ونقلها لرواد ورائدات الاعمال.. منوها بتجربة الاستاذ طارق التميمي، التي هي جزء من التاريخ الاقتصادي للمنطقة الشرقية، وهي امتداد لسيرة والده وزملائه من رجال الأعمال، منهم من انتقل إلى رحمة الله ومنهم مازال يكافح لخدمة هذا الوطن المعطاء.

     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية